عام ثالث من الإبادة.. تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة ونداءات أممية لإنقاذ الأطفال
عام ثالث من الإبادة.. تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة ونداءات أممية لإنقاذ الأطفال
دخلت حرب الإبادة الشاملة التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث، وسط دمار واسع في البنية التحتية، وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، ومأساة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.
ووفقاً لتقديرات فلسطينية وأممية، أسفرت الحرب عن مقتل وإصابة أكثر من 235 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في حين يعيش الناجون في ظروف مأساوية تتجاوز حدود التحمل الإنساني، مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه وغياب الخدمات الطبية والإغاثية.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان لها، الثلاثاء، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور بشكل حاد وغير مسبوق، محذّرة من أن الأطفال في القطاع "يعيشون في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالجحيم".
وأوضح المتحدث باسم المنظمة أن آلاف الأطفال ما زالوا عالقين في مدينة غزة، بعضهم فقد أطرافه جراء القصف، في حين يعيش آخرون في خوف دائم من الانفجارات المتواصلة، مشيراً إلى أن "الأطفال يرتجفون من وطأة القصف، والواقع المفروض عليهم قاسٍ جداً ويهدد حياتهم ومستقبلهم".
وأضاف أن أمر الإجلاء العام الذي أصدرته القوات الإسرائيلية "لا يعني أبداً أن من بقي في مكانه فقد حقه في الحماية"، مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني يضمن سلامة المدنيين في جميع الظروف، ويُلزم الأطراف المتحاربة بعدم استهدافهم أو استخدامهم دروعاً بشرية.
مأساة ومخاطر الجوع
لفت المتحدث باسم اليونيسف إلى أن منطقة المواصي التي فُرض على آلاف المدنيين اللجوء إليها تُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة مثل المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية والمأوى، ما جعلها بؤرة إنسانية مهددة بالمجاعة والأوبئة.
وأشار إلى أن الأطفال هناك ينامون على الأرض دون غطاء، ويفتقرون إلى الغذاء والدواء والتعليم، في ظل غياب أي مكان آمن يحتمي به المدنيون من الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد جدّد، أمس الاثنين، مطالبته بـالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وبـوقف فوري وشامل للأعمال القتالية.
ووصف غوتيريش ما يجري في غزة بأنه كارثة إنسانية تفوق الوصف، مؤكداً أن الحرب "دمّرت حياة الملايين، وحرمتهم من أبسط حقوقهم في الحياة والكرامة"، وأن "الوقت قد حان لأن يتوقف القتل، وتُفتح الممرات الإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
نداء من "الأغذية العالمي"
من جهته، شدد برنامج الأغذية العالمي (WFP) على أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية واسعة النطاق، مشيراً إلى أن "الوضع الميداني لا يحتمل المزيد من التأخير في إيصال المساعدات".
وأكد البرنامج في بيانه أن الجهود الإنسانية يجب أن تتقدم لإنقاذ حياة الناس، لا أن تتراجع، داعياً إلى توسيع نطاق توزيع المواد الغذائية فوراً لضمان حصول العائلات على ما يسد رمقها، وإلى طمأنة السكان بأنهم لن يُتركوا ليموتوا جوعاً.
وتعاني غزة اليوم من انهيار شبه كامل للبنية التحتية، حيث خرجت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب نقص الوقود والأدوية والمعدات الطبية، في حين تنتشر الأمراض المعدية بين الأطفال والنازحين نتيجة تلوث المياه وسوء التغذية.
ويقول مراقبون إن استمرار الحصار والقصف على القطاع يهدد باندثار مجتمع كامل، وإن العالم يقف أمام مأساة تتجاوز حدود الإنسانية، تستدعي تحركاً دولياً فورياً وجاداً لإيقاف الحرب وإنقاذ الملايين من المدنيين الأبرياء الذين يواجهون الموت كل يوم.